fbpx

تقنية الزرع المُباشر للحبوب تُدر مردودية عالية على الفلاحين في المغرب

الزرع المباشر هو نظام متكامل من النظم الزراعية الحديثة وليس عملية منفردة من العمليات التي يقوم بها المزارعون عادة. بمعنى آخر، هو مجموعة من التطبيقات والتقنيات المحافظة من أجل استغلال أنجع وطويل الأمد للتربة.

وتهدف هذه العملية إلى المحافظة على تكوين التربة البنيوي والبيولوجي وعدم تعرضها لعوامل التعرية والتآكل بفعل الحرث. ويرتكز هذا النظام على ثالثة أسس وهي:

  • خلخلة طفيفة للتربة وعدم حرث الأرض كما هو الشأن بالنسبة للزرع الاعتيادي؛
  • الحفاظ على نسبة البأس بها من بقايا المزروعات؛
  • اعتماد دورة زراعية ملائمة ومتنوعة.

وفي المغرب أظهرت سنوات الجفاف أن نظم الإنتاج المتطورة لم تعد صالحة من دون دعم الدولة) عمليات التسميد، القضاء على الأعشاب الطفيلية، ... (، لذا فإن اعتماد طرق جديدة تعطي الأسبقية للمحافظة على الموارد الطبيعية والاستخدام الأمثل للمياه والاقتصاد في مدخلات الإنتاج وتدبير المخاطر هو السبيل الوحيد الكفيل بضمان فلاحة دائمة وتنافسية مستدامة.

ويلعب المكتب الوطني للاستشارة الفلاحية دورا مهما في نشر تقنيات الزرع المباشر بين الفلاحين ومواكبتهم في هذا المجال من أجل اعتماد هذا النظام.

وفي كل الحالات يمكن للمهتم بهذا النظام أن يطلب المزيد من المعلومات من مركز الاستشارة الفلاحية القريب إليه.

فوائد تبني نظام الزرع المباشر

تكتسي تقنية الزرع المباشر مزايا فالحية وبيئية واقتصادية عديدة.

المزايا الفلاحية

تمكن تقنية الزرع المباشر من الاستغلال الجيد لمياه الأمطار، وذلك عبر الحد من تقليل نسبة التبخر وزيادة مستوى تسرب الماء.

كما تمكن أيضا من تحسين نجاعة استعمال الأسمدة من خلال تركيزها على خط البذر. وتتسم أيضا بليونة كبيرة فيما يتعلق بتاريخ البذر، حيث تتيح للفلاح إمكانية الاستغناء عن العمليات الأخرى لتهيئ الأرض قبل عملية الزرع.

وتمكن هذه التقنية أيضا الفلاح من تقليل كمية البذور المستعملة، مما يحد من التنافس بين النباتات خلال فترات الجفاف في مختلف مراحل النمو.

المزايا البيئية

تنطوي عملية الزرع المباشر على مزايا بيئية عديدة يمكن أن نذكر منها:

  • الحد من آثر التعرية المائية والريحية؛
  • تقليص كمية المحروقات المستعملة، وبالتالي تخفيض نسبة ثاني أكسيد الكربون المنبعث.

المزايا الاقتصادية

تكمن الأهمية الاقتصادية لتقنية الزرع المباشر في توفير كلفة العمليات المتعلقة بالحرث والاقتصاد في كمية المدخلات )البذور، الأسمدة واليد العاملة، ...(. وتكمن أيضا في وقعها الإيجابي على الإنتاج خاصة في السنوات الجافة.

وعلى المدى البعيد، يؤدي تحسين جودة التربة إلى استقرار مستوى إنتاجية الحقل.

بقايا المزروعات

عملية الزرع المباشر

التعريف ببذارات الزرع المباشر

على عكس البذارات التقليدية المصممة للعمل في تربة معدة إعدادا جيدا وخالية من البقايا العضوية، يجب على بذارات الزرع المباشر أن تضع البذور والأسمدة في محيط تربة وبيئة ملائمة للإنبات والنمو لضمان محصول جيد. ويعتبر نوع البذارة العامل الرئيسي الذي يؤثر على محيط البذرة. لذا يجب أن تتوفر على الخصائص التالية:

  • القدرة على اختراق التربة وإحداث خلخلة طفيفة؛
  • القدرة على قطع بقايا المحصول السابق والحد من التشويش على عملية طمر البذور في التربة؛
  • وضع البذور في الأرض في العمق المطلوب والدك حولها لضمان إنبات جيد مع ضبط كمية البذور لكل هكتار ضبطا محكما.

بذارة الزرع المباشر

أنواع بذارات الزرع المباشر

بذارات مجهزة بالأقراص: تعتبر من الأنواع الأكثر انتشارا على الصعيد العالمي. من خصائصها القيام بالزرع المباشر بأقل خلخلة للتربة وهي جد فعالة في حالة وجود غطاء نباتي مهم.

بذارة مجهزة بالأقراص

وقت الزرع المباشر

يمكن الزرع المباشر من وضع البذور في تربة جافة مع ضمان إنباتها وبزوغها دون صعوبة، كما يمكن أيضا في حالة هطول الأمطار مبكرا من الدخول إلى الحقل بسرعة مقارنة مع التربة المحروثة.

زرع مباشر في تربة جافة

كميات البذر

تمكن عملية الزرع المباشر من اإلقتصاد في كمية البذور لكل هكتار بنسبة قد تصل إلى 50 بالمائة مقارنة مع الكميات التي يستعملها الكثير من المزارعين بالطريقة اإلعتيادية. فبالنسبة للحبوب، فإن 100 إلى 120 كلج في الهكتار الواحد من البذور المختارة حسب النوع كافية لضمان بلوغ كثافة 200 نبتة في المتر مربع وضمان إنتاجية حسنة.

عمق البذر

في حالة الزرع المباشر بعد تساقط الأمطار، يجب ألا يتعدى عمق البذر 3 إلى 5 سنتيمتر. أما في حالة الزرع المباشر في تربة جافة، فيجب ألا يقل هذا العمق على 5 سنتيمتر ولا يتعدى ذلك لتفادي تعفن البذور في حالة سقوط أمطار غير كافية لإنباتها.

الزرع المباشر على وضع البذرة مع الأسمدة داخل الحفرة دون حرث الأرض

التعشيب قبل الزرع المباشر

في الزراعات البورية، يجد المزارعون أنفسهم أمام وضعيتان حسب الظروف المناخية:

الوضعية الأولى: الزرع على اليابس

في حالة تأخر الأمطار الخريفية أو انحباسها طيلة شهري أكتوبر ونونبر، لا تحتاج عملية الزرع المباشر أية عملية للتعشيب قبل الزرع.

الوضعية الثانية: الزرع بعد هطول الأمطار

في هذه الحالة، يجب القيام بعملية التعشيب الكيماوي قبل الشروع في الزرع مع احترام التقنيات التالية:

  • لكل هكتار نستعمل 2 لتر من مبيد عشبي عام يحتوي على 360 غرام في اللتر من المادة الفعالة الكليفوزات. ويمكن خفض هذه الكمية إلى حدود 1.5لتر لكل هكتار أو زيادتها إلى حدود 2.5 لتر لكل هكتار حسب كثافة الأعشاب البارزة ؛
  • استعمال ماء غير صلب وغير قلوي لتهيئ الخليط. ولتفادي تأثير حمولة الماء لمادة الكالسيوم، يستحسن إضافة 2 إلى 5 كلغ من السلفاط الأمونياك لكل 100 لتر من الخليط المائي. ويجب إذابة هذه الكمية في قليل من الماء ثم تصفيتها قبل إضافتها داخل خزان آلة الرش؛
  • للحصول على فعالية عالية يجب ألا تتعدى كمية الخليط 100 لتر في الهكتار الواحد.

التسميد

سماد العمق

تمكن بذارة الزرع المباشر من وضع الأسمدة في العمق في مكانها المناسب داخل التربة. لذا يجب تجنب استعمال كميات وتركيزات عالية من مادة الآزوت تفوق 40 وحدة حتى لا تتسبب في تسميم النبات. ويمكن إضافة كميات أخرى حسب الحاجة بعد الإنبات وهطول الأمطار.

سماد التغطية

كما هو الحال بالنسبة للزرع الاعتيادي، يجب تزويد الزراعة بالكميات الكافية من أسمدة التغطية في الوقت المناسب والاعتماد في ذلك على نتائج تحاليل التربة لتفادي مشاكل السمية أو النقص في العناصر المخصبة الضرورية.

التعشيب المبكر بعد الإنبات

في حالة عدم استعمال تعشيب قبل عملية الزرع المباشر، يجب القيام بتعشيب جد مبكر في مرحلة ثالث أوراق لزراعة الحبوب باستعمال مبيدات انتقائية لا تؤثر على الزراعة، وحسب أنواع الأعشاب الموجودة داخل الحقل.

أما في حالة إجراء التعشيب قبل الزرع المباشر وبطريقة ناجعة، فيمكن تأخير عملية التعشيب بعد الإنبات إلى مرحلة التفريخ.

مكافحة الأمراض الفطرية

كما هو الشأن بالنسبة للزرع الاعتيادي في نظام الزرع المباشر، لا بد من مراقبة المزروعات لمعرفة تواجد وتطور الأمراض الفطرية التي قد تفتك بها وتسبب خسائر فادحة، وعلى الخصوص مرض الفيزاريوز ومرض تبقع الأوراق السيبتوري، التي تتكاثر في نظام الزرع المباشر الذي لا تحترم فيه التدابير الخاصة ببقايا الزراعات السالفة ولا الدورة الزراعية، حيث توجد كميات كبيرة من هذه البقايا على سطح التربة مكونة بذلك خزانا هائلا لهذه الأمراض الفطرية. ويجب اعتماد أسلوب الوقاية المندمجة في مكافحة هذه الآفات وذلك بتطبيق الأساليب التالية:

  • استعمال بذور مختارة معالجة وغير حاملة للجراثيم؛
  • استعمال أصناف مقاومة؛
  • تطبيق دورة زراعية ملائمة لكسر الدورة الحياتية للجراثيم المسببة لهذه الأمراض؛
  • تزويد الزراعة بالأسمدة الكافية لضمان قوتها ونموها حتى تتمكن من مقاومة هذه الأمراض؛
  • التعشيب بعد الإنبات إلى مرحلة التفريخ.

الدورة الزراعية

لا بد من احترام الدورة الزراعية في نظام الزرع المباشر. ويتم اختيار الزراعات المكونة للدورة الزراعية حسب الظروف الزراعية والمناخية والاجتماعية والاقتصادية. ويعتبر أسلوب الزراعة الوحيدة المعتمدة من طرف الكثير من المزارعين أحد أسباب المشاكل، والتي يعاني منها إنتاج الحبوب بالمناطق الجافة وشبه الجافة والمتعلقة بالنقص في خصوبة التربة وانتشار الأمراض والحشرات وتكاثر الأعشاب الضارة، وعلى الخصوص تلك المقاومة للمبيدات العشبية. وتعتبر الدورات الزراعية التي تعتمد على زراعة الحبوب بالتناوب مع زراعة القطاني أو زراعة الكلأ أو الزراعات الزيتية من الدورات الزراعية الأكثر ملاءمة للمناطق شبه الجافة.

تدبير بقايا الزراعة

تعتبر هذه العملية ذات أهمية قصوى في نظام الزرع المباشر لأن هناك تجاذب بين نسبة الإنبات وهيئة النبتة وقوتها وطبيعة هذا التدبير. فوجود نسبة عالية من البقايا )التبن( على سطح التربة يمكن أن يحد من نسبة الإنبات و من تكوين الجذور لدى البذور، وكذلك حماية سطح التربة من التأثيرات المناخية )الشتاء، الرياح، الحرارة، الأشعة( والحفاظ على خصوبتها. وديمومة استغالها لا تتم إلا بوجود كمية ملائمة من البقايا على سطح التربة. لذا على المزارعين أن يلتفتوا إلى أهمية هذه البقايا في استثمار واستغلال أراضيهم الفلاحية على المستوى البعيد والمتوسط.

خاتمة

إن نظام الزرع المباشر هو نسخة للنظام الإيكولوجي الطبيعي الذي يعتمد بالأساس على التغطية المستمرة للتربة بغطاء نباتي، مع عدم إثارة أو إرباك التربة بأي نوع من أنواع الحرث أو الخدش. لذا يحتاج إلى إجراء بعض التعديلات والضوابط على مستوى المسارات التقنية التي يتبعها المزارعون عادة وعلى مستوى تسيير الضيعة كتغيير تجهيزات البذر والحرث ببذارة البذر المباشر، الابتعاد عن عملية الحرث بالمرة، إجراء عملية التعشيب الكيماوي قبل الزرع بعد هطول الأمطار وإنبات الأعشاب أو الزراعة على اليابس في حالة تأخر الأمطار، الابتعاد عن عملية الرعي داخل الحقول المزروعة، إدخال زراعات علفية، والمحافظة المستدامة على الغطاء النباتي للتربة.

عن المكتب الوطني للاستشارة الفلاحية

آخر الإعلانات

أحدث المقالات

شراء و تسمین الخروف لعید الأضحى

شراء و تسمین الخروف لع…


شراء و تسمین الخروف لعید ال…

بعض مراحل حياة ملكة النحل

بعض مراحل حياة ملكة ال…


بعض مراحل حياة الملكةبمجرد …

مميزات لحوم الأرانب

مميزات لحوم الأرانب


من مميزات لحوم الأران…

توحيد الشبق عند النعجات

توحيد الشبق عند النعج…


اليوم غادي ناقش معاكم واحد …

طرق تأسيس القطيع الدائم التجاري

طرق تأسيس القطيع الدا…


هناك طريقتين لتأسيس القطيع …

سلالات الاغنام بالمغرب : سلالة الدمان

سلالات الاغنام بالمغر…


قطيع غير متجانس يتميز بألوا…

نصائح مهمة لبداية مشروع فلاحي

نصائح مهمة لبداية مشر…


ليوم غادي ناقشو اكبر مشكل ك…

سلالات الاغنام بالمغرب : سلالة السردي

سلالات الاغنام بالمغر…


سلالة السردي هي سلالة المرا…

أحدث المقالات

شراء و تسمین الخروف لعید الأضحى

شراء و تسمین الخروف لعید الأضحى سلام الله علیكم خوتي خواتاتي الفلاحة رمضان على الابواب الله یدخلو علیكم بالصحة و الھنا و راحة البال..غالبا ھادي ھي الوقیتة فین كایدخل لكساب لخروفلعید لي ولاد نعجات و لي غادي یلقط من سوق مول 30 الف 36 الف مول 40الف واخا زاید سوق نغزة...

06-05-2019

اقرأ المزيد

بعض مراحل حياة ملكة النحل

بعض مراحل حياة الملكةبمجرد أن تخرج الملكة من البيت الملكي فإنها تتجول على الأقراص باحثة عن أي بيت ملكي آخر (ناضج) لكي تقرضه ويظل دائما عرش الطائفة لملكه واحدة فقط لا تنافسها أي ملكة والذي يجب أن نعرفه عن العذارى الأتي:1- لا يهتم النحل بالعذراء ولا يقوم بتغذيتها.2- تقوم العذراء...

24-04-2019

اقرأ المزيد

مميزات لحوم الأرانب

من مميزات لحوم الأرانب :  أ- لحوم الأرانب ناصعة البياض دقيقة الألياف ومغذية .  ب- لحوم الأرانب تحتوى على نسبة عالية من البروتين ( 20 - 21% ) .  ج- لحوم الأرانب تحتوى على نسبة قليلة من الدهون والكولسترول ( صالح لكبار السن والمرضى ) .  د- لحوم الأرانب تحتوى على نسبة عالية من...

21-04-2019

اقرأ المزيد

توحيد الشبق عند النعجات

اليوم غادي ناقش معاكم واحد الطريقة لي كانظن انه القليل لي عارفها و هي التحكم في توحيد الشبق أو Synchronisation des chaleurs chez la brebis عند الخروفة أو ما يسمى بالفرنسية Technique des éponges vaginales أولا أعتذر حيت ماكانلقاش الترجمة المناسبة لبعض الكلمات العلمية بالدارجة باش نبسط ليكم الموضوع...على بركة...

28-03-2019

اقرأ المزيد